الاثنين، 12 مايو 2014

ربيحة ذياب وزيرة شؤون المراة : المراة الفلسطينية لم تتخلى عن النضال ضد الاحتلال وكانت هي الجبهة الداخلية التي تحمي الثورة


ربيحة ذياب وزيرة شؤون المراة : المراة الفلسطينية لم تتخلى عن النضال ضد الاحتلال وكانت هي الجبهة الداخلية التي تحمي الثورة




في هذا الحوار نلتقي مع وزيرة شؤون المرأة  الفلسطينية ربيحة ذياب وذلك من اجل التعرف على مكانة المرأة الفلسطينية  في المجتمع الفلسطيني والتعرف على تجربة المرأة الفلسطينية في النضال ضد الاحتلال وتجربتها في الدفاع عن حقوقها والرفع من مكانتها والعمل على توعية المرأة ثقافيا في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية ...... الخ , والتعرف على اهم المعيقات التي تواجهها والتي تحد من دورها في التقدم والتعرف على مطالبها , وكيف اسهمت السلطة الوطنية الفلسطينية في رفع مكانة المرأة  ومساندتها  في الحصول على مطالبها .

في البداية  من هي السيدة ربيحة  ذياب وكيف دخلت مجال الدفاع عن حقوق المراة .
ربيحة  ذياب من قرية  دورا القرع من قرى رام الله وانا ام لاربعة ابناء بدات مشواري النضالي منذ الطفولة ثم اكملت تعليمي الجامعي وكنت اثناء التعلم اسجن ومن ثم اخرج واكمل تعليمي واستمريت في الجامعة مدة سبعة سنوات بسبب السجن المتقطع على فترات الدراسة وفي عام 1999 حصلت على شهادة بكالورياس في التاريخ من جامعة بيروت , ولكن عندما كنت في مستوى السنة الثالثة منعت من اعمال الدارسة واعتقلت واستمر اعتقالي الاول مدة عشرين عاما ولكن بعد خروجي من السجن اكملت تعليمي في جامعات الوطن بعد المنع من السفر ولكن عندما وصلت الى مستوى سنة ثالثة اعتقلت مرة اخرة ولمدة خمسة اعوام وبعدها خرجت وتعرض لاقامة جبرية مرتين ولمدة ستة اشهر كل مرة وعندما وصلت مستوى السنة الرابعة بدات الانتفاظة الفلسطيني الاولى واعتقلت خلالها اربع مرات  .
زادني اكثر تقة في الدخول في هذا المجال والدي حيث كنت الوحيدة له في ذلك الوقت ولم يمانع من خروجي من المنزل ولم يفرق بين الذكروالانثى وكانت مشاركتي في النضال منذ الطفولة  بحيث هذه المرحلة صقلت شخصيتي وجعلتني اشارك في كل شئ ووضعتني على طريق الدفاع عن حقوق المراة .
وكنت قبل اعتقالي اعمل اعمل على تشكيل لجان خاصة من اجل الدعم الاجتماعي ولاكن كوني مناضلة لا انسى واجباتي كامراة فكان النضال على جبهتين وبتالي اصبحت اعمل من اجل الدفاع عن حقوق المراة حيث شكلت اطار نسوي لتقديم الخدمات الاجتماعية واحياء التراث وغيرها , وايضا اشتركت في اتحاد لجان المراة للعمل الاجتماعي والذي امتد على كافة الاراضي الفلسطينية وكان العمل بشكل علني وبشكل سري .
اما والدي فكان من اوائل المناضلين حيث اشترك مع الحاج امين الحسيني وحكم بلاعدام مرتين , وايضا التحق اخي  بالثورة في بيروت وهذا كله عزز دوري في البيت من خلال العمل واستقبال الناس , جيث كان الارتكاز والضغط علي وهذا كله اعطا لي الحافز من اجل النضال والدفاع عن حقوق المراة  .

بعض الدراسات تقول ان المراة اضعف من الرجل من الناحية البيولوجية هل اثر ذلك على مكانة المراة في المجتمع وكيف حدث هذا ؟
حسب الموروث الثقافي السلبي يعتبر الرجل في المقدمة والمراة في الخلف ولكن يجب ان المراة على مدا ر التاريخ الفلسطيني اثبتت جدارتها ولم تتخلى عن دوراها الطبيعي كأم ومشاركتها في النضال وحتى في الشتات عندما تعرض منظمة التحرير الفلسطيني الى استهداف من قبل الاحتلال , كانت المراة تشكل الجبهة الداخلية وتحميها وتحافظ عليها وتحافظ على تماسك الاسر الفلسطينية واستمرارية النضال الفلسطيني , حيث انه عندما يذهب الرجل الفلسطيني الى النضال كان يعرف انه يوجد خلفه امراة قادرة على التربية من بعده , وايضا حافظت المراة على الذاكرة الفلسطينية من خلال تعليم اطفال فلسطين في الشتات الذين لم يرو فلسطين يوما , على قرى ومدن فلسطين بشوارعها وازقتها وحاراتها  ,وهذا يجب ان نفتخر به اما العالم العربي والغربي على ما قدمته المراة الفلسطينية  لوطنها وشعبها , ولكي يدفع المسئولين الى ان تاخذ المراة كافة حقوقها من اجل الثمن الذي قدمته .

من وجهة نظرك كيف ظلم المجتمع المراة ؟
كما قلت سابقا يعتبر الموروث الثقافي السلبي الذي حدد دور المارة ودور الرجل في المجتمع والعادات والتقاليد التي ظلمت المراة وقيدت دورها في المجتمع هذه جميعها يجب التخلص منها , ولكن علينا ان لا ننكر انه يوجد عادات وتقاليد حافظت على وجودنا  وهويتنا هذه يجب ان نجتفظ بها ونحافظ عليها , اما بالنسبة للعادات والتقاليد السيئة يجب ان نتخلص منها وهي التي وضعت لخدمة ناس معينين حيث انا الدين اعطى المراة كامل حقوقها اما هؤلاء الناس فقد خرجو عن الدين والتفوا عليه  من اجل خدمة مصالحهم الشخصية البعيدة عن الدين .
 
هل بعض النساء القياديات لها اثر سلبي على تراجع مكانة النساء ؟
يوجد بعض النساء القياديات التي لا يوجد عندهن الرؤية الصحيحة التي تهدف الى رفع مكانة المراة وبل يكون لها اثر سلبي على مكانة المراة وتكون سبب في تراجعهن , ولكن ليس المهم في عدد النساء الواتي يدافعن عن حقوقهن بل النوعية حيث يجب على الرجال الدفاع عن حقوق المراة ايضا ولذلك يجب استهداف الشباب والاطفال وتوعيتهم , ولذلك يجب على المراة العمل مع الجميع من اجل تحقيق مطالبها .
هل يوجد برنامج سياسي موحد يعمل من اجل توحيد المراة , وهل الوزارة تعمل مع مؤسسات غير حكومية ؟
نحن كوزارة شؤون المراة ليست وزراة خدماتية وانما وزراة لوضع السياسات والتشريعات والقوانين وتمكين المراة من اجل الوصول الى حقوقها الطبيعية المعروفة .
وبتالي من خلال عمل المراة يجب ان تعطي صورة مشرقة من اجل تكاتف المجتمع حولها ودعمها ولذلك يجب ان نكون واضحين بقضايانا بما لا يتعارض مع القانون , جيث يوجد فرق بين المطالبة بحرية المراة و انفلات المراة , وحققت الوزارة انجازات عديدة في العمل مع المؤسسات الجكومية  والغير حكومية , حيث انه أي لجنة يتم انشائها من خلال مجلس الوزراء يتم اشراك اعضائها من الجهتين الحكومية والغير حكومية لكي تستطيع ابداء رائيها في محتلف المواضيع المطروحة ولكي تسمى هذه اللجان بالوطنية دون ان تستثني احدا .


هل الوزارة على استعداد من اجل العمل مع مؤسسات اجنبية غير محلية ؟
طبعا نحن دولة حديثة الولادة ومن حقنا على المجتمع الدولي ان يدعمنا وهذا ليس كرم منهم بل هذا حقنا الطبيعي فيجب ان ناخذه , ولذلك يوجد اكثر من جهة مقوم بلعمل معهم بطريقة مباشرة مثل unwman ( هيئة الامم المتحدة للمراة ) ويتم التنسيق معها ومع جميع مؤسسات الامم المتحدة ومنظمة العمل الدولية (UNDB)  ولكن نحن من يضع الرؤية التي تتناسب معنا وكيف ما نريد ليس كما هم يريدون بما يتلائم مع واقعنا الفلسطيني .

ما هي السياسات التي تتبعها الوزارة من اجل الحد من قتل النساء على خلفىة الشرف ؟
هي ظاهرة موجدة قديما وفي كافة انحاء الوطن وتحل هذه القضية في اغلب المناطق بطريقة عشائرية والتي بدورها تبرئ القاتل بدون ضجة واعلام .
ولكن ارتئينا في القانون الاساسي وقانون العقوابات المحدث الى الغاء العذر المحل ( العذر المخفف ) وهو الذي يعطي القاضي بالتخفيف الحكم على القاتل على خلفية الشرف  ,ولكن قيل هذا اصبح الناس ستغلون هذا الحكم فاصبحو يقتلون النساء بحجة الشرف ولكن السبب الحقيقي وراء القتل اما الميراث او نكاية  او مشاكل عائلية من اجل تخفيف الحكم عليهم , والذي يجدون من خلال هذه المادة منفذ من اجل تخفيف الحكم , ولذلك طرحنا على مجلس الوزراء بالغاء هذه المادة وعدم التعامل بها حتى البدء بتنفيذ العمل بقانون العقوبات الجديد , ووافق مجلس الوزراء باجماع على ذلك واصدر مرسوم رئاسي بمنعه من اجل ردع القاتل قبل القيام بالجريمة , ولكن هذه القوانين لا تستطيع ان تلغي القتل على خلفية الشرف ولكن يمكنها التقليل من القتل وتكون رادعا للقاتل .
ما هي المعيقات التي حدت من دور المراة في المجتمع ؟
نتناول هذه المعيقات من جانبين اولا من الجانب الاسرائيلي وثانيا من الوضع الفلسطيني الداخلي المنقسم :
اولا : من الجانب الاسرائيلي
يعد الاحتلال والاستيطان من اكبر المعيقات التي حدث من مكانة المراة واثرت على المجتمع الفلسطيني بشكل كامل حيث اصدرت هيئة الامم المتحدة قرار يقول ان الاحتلال اكبر عقبة امام تطور المراة الفلسطينية وامام المجتمع , ولكن لا يمكننا ان ننتظر خروج الاحتلال لكي ننهض بمكانة المراة ولكن يجب ان نعمل على رفع مكانتها من خلال التدريب والتعليم على كافة المستويات .
ثانيا : الوضع الفلسطيني الداخلي المنقسم
بعد الانقسام الفلسطيني الذي حدث عام 2006 اصبحت تشعر ان الاسر الفلسطينية مفككة حيث اصبح الاخ يقاتل اخيه ووجدنا في كل عائلة اما قتيل او اعاقة  بسبب اخوه وقريبه , وهذا ادى الى تراجع مكانة المراة الفلسطينية وايضا بعض السياسات التي تتبعها الحكومة في قطاع غزة من سياسة تكميم افواه وتخويف وترهيب اثر ذلك على دور المراة في المجتمع ومنع من تقدمها .

كيف تدعم السلطة الوطنية الفلسطينة المراة ؟
السلطة الفلسطينية منذ اللحظة الاولى التي جاءت الى فلسطين اعطت المساواة الكاملة للمراة , وبلاضافة الى ذلك اعطى القانون الاساس حقالمارة ومنحها المساوا مع الرجل على كافة المستويات , وايضا قانون الانتخابات الذي صدر في فلسطين اعطى المراة حق التصويت والترشح للانتخابات وهو الغير موجود في بعض البلدان العربية , ومثال على ذلك السيدة سميحة خليل ( ام خليل ) والتي ترشحت للرئاسة مقابل الراحل ابو عمار ياسر عرفات واعتبرت ان هذه رسالة يمكن من خلالها ان تكون في محتلف المواقع وخصوصا مواقع صنع القرار .
وايضا ما يدل على دعم السلطة الفلسطينية للمراة هو قيام الرئيس محمود عباس بتوقيع اتفاقية سيداو عام 2009 ونصت هذه الاتفاقية على ان تاخذ المراة كافة حقوقها , ومحاربة كافةاشكال التمييز العنصري ضد المراة .
ويدل كل ذلك على اننا نتجه في الطريق الصحيح نحو تحقيق دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس .

كلمة اخيرة لكي سيدة ربيحة ذياب
اوجه هذه الكلمة الى الشباب الفلسطيني بان هم المستقبل والامل وهم المخزون الاستراتيجي الذي نعتمد عليه لاننا لا نملك لا طائرات ولا اسلحة ولا بترول , ولذالك يجب على الشباب الفلسطيني وخصوصا الذكور ان يعتقدو انه لا يمكن اقامة دولة فلسطينية متقدمة ومتطورة الا اذا شاركت المراة جنبا الى جنب مع الرجل , ولذلك يجب عليكم استغلال كل شيئ في حياتكم لكي تخدموا هذا الوطن وبناء مجتمع حقيقي يحتوي على العدالة الاجتماعية والمساواة , واعتقد اذا حدث ذلك وتحقق سوف تصبح فلسطين منارة الشرق الاوسط في الاعوام القادمة ,لانه لا ينقصنا خبرة ولا علم ولا تجربة ونحن شعب منفتح على العالم , وبالتالي هذا مجتمعكم وهذا وطنكم وهذا دوركم فيجب الخوف على مستقبلكم ومستقبل  اطفالكم , ومن هنا يجب التعامل بحرص وايمان في الموضوع الذي تفكرون به .

اعداد :  ناصر سعادة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق